يشهد العالم تطورات متسارعة ومتلاحقة في أنظمة الحياة بهدف مواجهة التحديات الخطيرة التي تحاصر حياة البشرية، وأنظمة التعليم ليست بمنأى عن هذه التطورات فلا بد أن تكون عند مستوى هذه التحديات، ولم يقطف العالم في العقود الماضية أية ثمار لتلك التي قطفها من المجال العلمي الذي أدى إلى نهضة إنسانية شاملة في شتى مناحي الحياة.
ومؤخرا شهدت تكنولوجيا التعليم وثبات كبيرة نتج عنها إيصال المعلومة إلى مستهدفيها مهما كانت العوائق، واستطاعت أنظمة التعليم أن تخترق كل حواجز الإحباط التي تعترض مسارها.
فبعد الهزات التي تعرض لها الإنسان مؤخراً عبر موجات فيروس كورونا المتلاحقة أصبح من الضرورة من مكان إنعاش البدائل التي كانت مجرد أفكار في تحريك عجلة التنمية التعليمية في ظل مثل تلك التحديات فأصبح طالب العلم يتلقى محاضراته عبر وسائط تكنولوجية تعفيه من كثير من المعاناة والأعباء ولا أدل على ذلك من مشاهدة أعقد العمليات الجراحية في تخصص الطب البشري عبر أفلام مصورة بتقنية المايكرو ثلاثية الأبعاد وبقدرة تكبير ونقاء عالي الجودة.
وهكذا نجحت فكرة تلقي المعلومة مهما بلغت دقتها عبر تلك الوسائط التي تختزل الكلفة المالية والمعاناة البشرية الباهضة التي كانت تستنزفها من طاقاتنا وإمكانياتنا.
وانطلاقا من هذه المعطيات كانت جامعة تعز من الجامعات اليمنية السباقة إلى استشعار مسئوليتها تجاه طالب العلم في مثل هذه الظروف الاستثنائية فكان إنشاء مركز التعليم عن بعد منذ فترة مبكرة ولولا الظروف الأمنية التي عاشتها الجامعة في السنوات الماضية دونا عن بقية نظيراتها على المستوى الوطني لكانت تجاوزت مراحل كثيرة من هذه المهمة.
لكن كما يقال) مالم يدرك كله لا يترك جله (، وها هي اليوم تستأنف مسيرة العمل بهذا البرنامج الطموح خدمة لأبنائنا الطلبة الذين تعوقهم مكاره الحياة عن الوصول إلى كليات الجامعة لاستئناف دراستهم ومواصلة تأهيلهم العلمي.
فهنيئا لكل من فتحت أمامه هذه الفرصة التعليمية الثمينة للالتحاق ببرنامج جامعة تعز في التعليم عن بعد بمختلف التخصصات العلمية المتاحة، ونحن بعون الله تعال وتوفيقه عاقدون العزم على مواصلة تحديث أنظمة التعليم في كل أقسام الجامعة وتخصصاتها بهدف تلبية الاحتياجات العلمية والمعرفية لمجتمعنا الطلابي سواءً
داخل الوطن أم خارجه.
تمنياتي للقائمين على مركز التعليم عن بعد في جامعة تعز التوفيق والنجاح في كل مهامهم المقبلة.